المسؤولية البيئية - أولوية قصوى لكل قائد أعمال

لم تعد عدم المسؤولية البيئية في العمل خيارًا. في الواقع، أشار استطلاع للرأي أجراه معهد أخلاقيات العمل في المملكة المتحدة إلى أن المسؤولية البيئية يجب أن تكون واحدة من أهم أولويات قادة الأعمال.

تهيمن مقالات الكوارث العالمية الوشيكة الحدوث نتيجة التغير المناخي على العناوين الرئيسية بشكل يومي تقريبًا. سواء كان ارتفاع منسوب البحار أو تدني نوعية الهواء أو الأنواع الحيوانية التي هي على وشك الانقراض، فقد أصبح الناس أكثر وعياً من أي وقت مضى بتأثير خياراتهم الاستهلاكية.

ليس من المستغرب أن تقود الطريق الأجيال التي ستتحمل العبء الأكبر من تصرفات الأجيال السابقة فيما يتعلق بتغير المناخ - الجيل زد وجيل الألفية. إن الإضرابات المدرسية المتزايدة لحركة تغير المناخ التي تقودها الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ، والارتفاع في النباتية والطلب على المنتجات النباتية، والعديد من التغييرات الأخرى في أنماط السلوك والسلوك "الأخضر"، تجعل الحكومات والشركات تجلس وتتنبه. أشار مسح أجرته غلوبال ويب إندكس إلى أنه من المرجح أن يدفع جيل الألفية مبالغ إضافية مقابل المنتجات المستدامة أكثر من أي جيل آخر. ولن يكون الجيل زد بعيدًا كثيراً مع نمو قوتهم المكتسبة. وعلى الرغم من أن المستهلكين يشعرون بالمسؤولية عن مستقبل الكوكب، فإن الغالبية تعتقد أيضًا أن المسؤولية تقع على عاتق قطاع الأعمال والصناعة.

أدركت العلامات التجارية العالمية بسرعة أن هذه التفضيلات الاستهلاكية المتغيرة تتطلب استجابة جدية منها. من استخدام ماكدونالدز للأجهزة الموفرة للطاقة وتمويل جوجل لمنتجات الطاقة الخضراء إلى عمل كوكاكولا في مجال التغليف المستدام وتويوتا بريوس، أول سيارة هجينة في السوق، فقد بدأت الشركات العملاقة باتخاذ خطوات كبيرة لدمج الممارسات الخضراء في أعمالها.

الدافع للحصول على السلامة البيئية يكتسب زخماً في الإمارات العربية المتحدة أيضًا. حيث دعت الشيخة شمة بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، حفيدة الرئيس الشيخ خليفة والرئيس التنفيذي لمؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية، الأمة إلى معالجة تغير المناخ. في عام 2018، فرضت ويت روز رسومًا على الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في متاجرها الخمسة في أبوظبي، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 75٪ في الحقائب. توفر "مجموعة دولة الإمارات العربية المتحدة الخالية من البلاستيك" التي تم إنشاؤها على الفيسبوك لزيادة الوعي بالآثار البيئية للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، منتدى للمستهلكين لفحص ومناقشة الممارسات التجارية، مع قيام الأعضاء بالضغط مباشرة على المنظمات حول قضايا مثل حظر استخدام البلاستيك مرة واحدة بما في ذلك شفاطة الشرب، فناجين القهوة التي يمكن التخلص منها، حاويات المواد الغذائية، والتعبئة والتغليف.

قد يكون البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة قد نال أكبر قدر من الدعاية، لكن المستهلكين بدأوا بسرعة في التأثير على الآثار الضارة للمنتجات والخدمات الأخرى التي نعتمد عليها. هناك شيء واحد واضح – يجب أن تكون البيئة على رأس جدول أعمال كل شركة. حيث ستقود الطريق الشركات التي تستثمر بطرق حقيقية لتقليل تأثيرها البيئي. خلاصة القول هي أن الشركات يمكن أن تفوت عليها مجموعة كبيرة من المستهلكين إذا كانت أوراق اعتمادهم البيئية لا ترقى إلى مستوى الصفر، وينبغي النظر إلى هذا كفرصة، وليس كعقبة.
chat